BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Wednesday 19 February 2014

إحتـراق


حين علت الموسيقي بالقاعة تسارعت ضربات قلبه من جديد ، ترقبت عيناه لحظه ارتفاع الستار بصبر قد نفذ..
سيراها مجددا ، سيداعب عطرها خلايا روحه المتحفزة مره اخري ..
كان قد رأي العرض مرارا لكنه لم يسأم ، بل بالصف الاول ليله تلو الليلة انتظر انحسار
الحاجز المخملي الاحمر كي يتمكن من رؤيتها مره اخري ..
 
اخيرا ارتفع الستار ، فوق الخشب المصقول ومع الموسيقي الهادئة برز فستانها الملائكي الابيض من بين الظلال ..
تحركت جسدها منساب بين النغمات الهادئة ، تسبح راقصه فوق المسرح وسط ذهول الحاضرين .
لم يرها تخطئ خطاها من قبل ، قدمها الدقيقة لم تنزلق او تشرد عن اللحن ولو لمره .. كانت كامله ، كانت حلم .
استدارت ولجزء من الثانية تلاقت عيناهما ..
شعر بأنفاسه تتوقف، كانت تبتسم، من اجله تبتسم، اجل.. من اجله هو فقط .
صحيح ان ابتسامتها العذبة تلك لم تكن تفارق شفتيها طوال العرض ، صحيح انه كان يعلم انها لا تراه وان بسمتها توجت و ستتوج ثغرها مرارا سواء كان حاضر ام لا ..
لكنه عشقها ، فلم ير البسمة سوي له ..

لكنه عشقها ، فلم يشعر بنفسه الا وهو ينهض متخطي الصفوف نحو المسرح تكلله همسات الحضور .
ولان عشقه لها فاق حد الجنون ، ترك قداحته تسقط خلفه قاطعه طريق العودة بخيط من لهب سرعان ما ازدهر وعلا وسط صرخات وركض ..

لم يهتم حين حاصرته النيران ، لم يشعر بالألم ..
فقط ظل يراقب ابتسامتها الحنون التي لم تخب حتي حين افلتت خيوطها وتهاوي جسدها الخشبي بين ذراعاه .
حدق بالعينين الزجاجيتان اللاتي اسرتاه منذ اللحظة الاولي ، اسند جسدها المتهاوي و نهض ..

ظل قلبه يخفق بقوه و هو يعقد خيوط التحريك خاصتها حول ذراعاه ، الآن سيشاركها رقصتها الأخيرة ، عرضها الاخير سيكون من اجله ..
فاتنته الخشبية ستبتسم مره اخيره ، من اجله هو فقط ..

0 comments: