BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Wednesday 19 February 2014

أسـود






اصطف الجالسون امام المسرح الذي بدأ تدريجياً في الامتلاء , جم من حضر تلقي ذات الدعوه , " دعوه لحضور العرض الاخير " , العرض الاخير مِم ؟ .. لا احد يعلم , العرض الأخير لماذا ؟ .. لا احد يعرف .

تعالت الاصوات المنتشيه قبل حتي أن يبدأ العرض , كا
ن الجمع سعيد متحمس , تسابقوا من يجلس بالمقدمه و من ينتظر بالخلف , ضحكت النساء و ترقب الرجال و صخب الأطفال .

ما الذي يحدث خلف الستار الآن ؟ , لا احد يهتم , تمكنوا من تلبيه دعوه لا يعلمون عنها شئ إلي مكان لم يسبق لهم رؤيته فقط ليروا " العرض الأخير " .. الا يستحق هذا بعض الاحتفال ؟ .


بغته سطعت الانوار اعلي المسرح المستتر , تنبه الحاضرون فجلس كُل في مقعده , ساد الصمت الا من انفاس ثقيله طفقت تنتظر .

مضي وقت لا بأس به ثم ارتفع الستار اخيراً عن مسرح فارغ الا من دمية صغيره اعتلت مقعد خشبي رث

جالت العيون بأرجاء المكان بحثاً عن محركها لكن لا احد رأي خيوط ولا جسد بشري , حينها تحول الفضول إلي قلق , و حين تحدثت الدميه تحول القلق إلي ذعر .

كانت تغني , اغنيه قديمه يعرفها الجميع عن القصر الذي التهمته الارض السبخه بمن فيه , و عن فتاه القصر الصغيره التي استغاثت فلم تجد لها مغيث , ألأنها مشوهه قعيده ؟ , ألأن القصر بلغ مِن القدم أن لا احد عاد ينظر تجاه تلك الجدران المتآكله ؟ ..


حمل الليل نغمات الدمية فأدمت اذان المستمعين , كانت حره تغني لزمن مضي , و كانوا عبيد ضمائر انبعثت تترقب انتقام علموا انه قادم ..

ارتجت الأرض حول المسرح و المقاعد المتناثره كطبول ترافق النغم , عصفت الأشجار العارية و انحنت ا افرع الاتهام نحو الحضور كشيطان حانق .
و دون مقدمات غاصت المقاعد بمن عليها اسفل الأرض الطينيه , غاصت قبل أن يتمكن الحضور من الصراخ حتي , لا صيحات ولا ألم عكر صفو اغنية الدميه , فقط جالت عينا البورسلين بين ما تبقي من افواه خنقها المستنقع , اياد تتحرك بذعر , و اجساد تحتضر اسفل السبخ .


استمرت الدمية في الغناء دون مُحرك و دون جمهور , غنٌت لسيدتها القعيده التي راقبت العالم من خلف النافذه بينما تغرق , غنٌت لزمن ما عاد به احد يهتم , غنٌت للموت و لمن ينتظرونها علي الضفه الأخري .

غنٌت لمن آتي , و من مضي ..

ثم – حين بدأ المسرح بالغرق بدوره – غنٌت الدمية لتذاكر " فضول " بيعت فوجدت مِن البشر ألف مشتري , و تذاكر " رحمه " عُرِضَت فطمسها تراب الهجر إلي أن اشتراها الموت وكان ببائعيها ارحم .

0 comments: