BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Wednesday 19 February 2014

العــائد

منذ زمن مضي كان هنالك صبي من ابناء قريتنا ,
اعتاد الصبي الوقوف اعلي هذه التلة ايام الاحاد
من خلفه رنين اجراس الكنائس , و من امامه صليل السيوف

نبيذ و دماء , كلاهما احمر , كلاهما صبغ سماء المغيب فوق رأسه اليافع
اعتدت سؤال الصبي إلي أي جانب ي
نتمي
السلام خلف التل , أَم الحرب امامه ؟
لم يجب صبي القرية ابداً


بمضي الوقت رحلت عن الجزيرة , وَدٌعت قريتنا التي أنهكتها الحرب مضيت بطريقي عبر بحار و صحاري , عبر قري تناثرت النغمات الهادئة بطرقها بين الاشجار , و اخري علا انين محتضريها فوق صرخات الناجين .

رأيت ممالك تسقط و شعوب تفني

رأيت حياه انهكتها رحي الحرب , دموع تساقطت فوق ما تبقي من فتات طعام و أمل
مرت اعوام أضحي اليأس رفيق من تبقي من امم مبعثرة
إلي ان أتي اليوم الذي نهض من بين رماد الماضي خيول و محاربين , اشخاص وهبوا ارواحهم لبعث عنقاء المستقبل من بين رماد الشقاء .


اسمَوهم ملائكَة الخلاص

كان الشيب قد بلغ مبلغة مني حينها , ادركت انني لن احيا لأشهد زوال الأيام الآثمة
لكن بفراش احتضاري آتاني النبأ , خيالة التطهير في طريقهم إلينا , سينبلج الفجر اخيراً فوق هذه الأراضي .

خارج نافذتي عَلَت همسات و اقاويل عن الجيش الزاحف عبر الأفق مع اولي خيوط الشمس
عن فرسان يرتدون الابيض
تعلوا راياتهم ايام الأحاد امام الأجراس المقدسة
و عن قائد شاب يرتدي زي الرهبان
يراقب من فوق التلال مُستل سيف ذو قبضة حمراء

كالدم .. كالنبيذ
حينها تبسمت للمرة الاولي منذ اعوام
حينها ادركت
ما اختاره صبي قريتنا .

0 comments: