BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Thursday 20 February 2014

قـوم التراب




كان لديه ما يرغب به كما هي حال الجميع , هدف من اجله يستيقظ بالصباح , لو امتلك القدره علي اختصار الزمن من اجل الوصول لمبتغاه هذا لكان فعلها .. لكن القوانين تبقي قوانين غير قابله للعبث .

" لا نهايه لطريق بدايته ظلام " قيلت له لكنه عجز عن تصديقها , الحياه ليست شفافه و هو يعلم هذا , ليس البشر اسوياء , السماء ليست – في الحقيقه - زرقاء , الأرواح إنحلت و صارت اقرب إلي " زيوت هيدروليكيه " تعمل بها الاجساد من أجل البقاء لا اكثر .

لكنه خُلق , و لأنه خُلق كان عليه الإختيار ما بين البقاء داخل جدران ضلمه مألوفه و التحلل كما لو لم يكن هنا من الاساس , و بين الولوج بنفق هو مظلم اجل لكن طين ارضه لم يجف بعد , إختار المغامره لأنه علم أن طين النفق سيسمح له بترك اثار اقدامه حتي و إن مات قبل انهاء الطريق .

ربما سيذهب لكن غيره سيأتي و سيري الآثر , سيعلم ان آخر عبر قبله , سيتحول آثره لذكري , و بذلك يُكتب له الخلود , فصانع الذكري لا يموت .

لذا استيقظ كالمعتاد بتلك الليله متناسٍ ثقل جفونه و الألم بذراعيه , نهض من مجلسه فوق التراب و سعل سامح لرئتيه بإستقبال القليل من الهواء المتبقي , كان حريصاً الا يتنفس بعمق كي لا ينفذ الهواء .

القي نظره بارده حوله ثم بدأ بالحفر , نبش تراب السقف بأظافره فأختلط التراب المتساقط ببقايا الدم المتجلط فوق جروحه .. الألم مرعب لكنه استمر بالحفر .
لا يدري كم من الاعوام مضت و هو سجين ذاك الخندق , احياناً يشعر كما لو كان وُلد هنا , او خُلق هنا .. خُلق بالأسفل بينما البشر احياء بالأعلي .


لكنه رغب بالصعود , لم يعد يطيق البقاء اسفل التراب , بالاعلي هم نائمين , يحلمون , يتنفسون , يستنشقون النقاء ثم يستيقظوا ليعيثوا بالأرض فساد .. يكرههم ؟ , بلي .. يكرههم و بعمق .

لو اتيحت له الفرصه لدفنهم احياء , لن يقدر البشر قيمه ما يمتلكون حتي يستيقظوا اسفل التراب .. آه لو علموا أن تلك الأرض التي يختالون فوقها تحمل آخرين .
كان يعلم أنه ليس وحده , قومه بالكامل هنا .. اسفل اقدام البشر , لا يعلم متي سينتهي الحفر , متي سيصعدون .


لكنهم صاعدين لا محاله
لأن مَن بالاعلي فرٌط بمنحته , و حان الوقت كي يملكها من يستحق .

0 comments: