BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Wednesday 1 October 2014

زيارة عائده

نصف هذه الكلمات التي تتردد لا افهمها , ترانيم تبدو غريبه لكنها مألوفه .
ما عدت اتساءل عن مكان هذه الأطياف التي تنشد , يكفي أنها تجول هنا و حسب . لم اكن وحدي حين زرت هذا المكان للمره الأولي , لكنني عدت الآن لا يرافقني سوي ظلي , رافقني منذ وُلدت و ما هو بمغادرني الآن .

احجار البناء تعرف برد اناملي , مازالت تختزن رائحه روحي رغم انني لم ارها سوي مره واحده فقط , الشقوق الصغيره السوداء بالجدران تهمس " ألن تبتسمي الآن ؟ " , ليس بعد , هي تعرف اجابتي المعتاده لذا تصمت و تنتظر .

المحيط سابح هنا , الذرات المالحه الذائبه بين الأمواج , رائحه الصخور المتفتته بالأسفل و السحب الغارقه خلف افق الماء , البرد العذب فوق السفح و العشب الأخضر المبتل أسفل الجبل , اللون الأخضر الذي انسل من بين الأعشاب ليتوج رمادي الصخر ..

لا شاطئ هنا , لا مرسي للسفن و لا منفذ للبشر , لا ارواح تحمل أو تُحمل , خلف السفح المنبسط ينتصب جبل لا رمادي هو ولا اسود , بين صخوره نبت جدول تدفق خريره بين قليل من الأغصان المتناثره هنا و هناك ..

لا النباتات حيه ولا الصخر ميت لكنه مازال يحتضنها دون أمل في الإحياء , الجبل يعرف الخلود و شذا الغصون هذه خالد , يعرف أنها باقيه بقاء الدهر حتي و إن ذبلت لذا لَم يتركها تفلت أو تقتات عليها الطيور , بالأعلي إرتفعت جدران ثلاث , بينما أسقط الزمن الرابع , لكن احجاره بقت متناثره تحمل ذات رائحه البهو الفارغ .

مازالت النوافذ الملونه قائمه , بهت لونها لكن ضوء القمر مازال قادر علي النفاذ عبر نقوش الملائكه ليغفو الضوء الفضي المشبع فوق تراب الأرض ..
 
ثلاث مقاعد خشبيه متآكله هي ما تبقي بالقاعه , تمثال لملاك باكي تكاثرت حوله خيوط العنكبوت الحريريه , و مذبح رغم مرور الزمن لاتزال الشموع اعلاه .. مشتعله .


ارواح عديده زارت هذا المكان قبل أن تبدأ رواحي الزمن , فنت الأجساد لكن الأرواح مازالت هنا , هذا الحجر يحمل ضحكه صافيه و امان , الآخر هناك يحمل رائحه الفقدان , الحجر الرابع علي يسار الجدار الثاني إختزن دموع , و الصغير جواره شهد قبله و موت .

التراتيل لن تتوقف فالوقت مُحرم هنا , لذا سأبقي بين الجدران لزمن آخر , تاركه الواقع للواقع خلف الأفق , لا الموتي مرافقين اياي و لا إلي الأحياء أنتمي .. دائرتي تدور حيث لا وجود للدوائر ..

اللهب , الدخان , المحيط , الأحجار , الأطياف , القمر , الجدول بين الصخور , العشب الأخضر و الغصن الأسود .. ثم المطر .
يعود الحجر ليتساءل " ألن تبتسمي الآن ؟ " .

سأبتسم , و بصمت ساكن سأبدأ الحديث ..

Tuesday 30 September 2014

Moonlight sonata

 
لم يأتِ الشتاء بعد , أمطرت قليلاً لكن الشتاء لم يأتِ .
مازلت انتظره , مازلت أنتظر الأمطار و البرد و سحب سابحه بعيداً تراقب المختبئين .
لَم أولد بالشتاء لكنني احيا به , ربما لأنه الفصل الوحيد القادر علي قراءتي .. لا ادري .
مازلت عاجزه عن فهم خوف البشر من الإبتلال أسفل المطر , لِم يركض الجميع و بِم يحتمون ؟ .
لا اخشي المطر و لا ابغضه , في الواقع أنا اعشق المطر, لكن وعلي الرغم من عشقي هذا لم ارغب يوم ما في الإحتفاظ به , دعوت أن يدوم الفصل إلي ما لا نهايه لكنني لم أحاول يوماً إبقاؤه أسير لدي .
يحمل المطر رائحه الحرية , يطفو و يهطل حيث يختار , ثم يسبح بعيداً ليري الحياه من الاعلي 
أأخبرك سر ؟ , لكل قطره مطر رائحه و همسات مختلفه , قطرات المطر تختار مَن يتلقاها .
قد ينتهي الشتاء لكن الأمطار تبقي , تُخلد بكل همسه سمعتها روحك و بكل عطر إستنشقته , حين يذهب الشتاء لا يمضي فعلاً , هو باقٍ للأبد داخلك, أو داخلي .
تأخر كثيراً هذا العام , لكنه إقترب الآن , البرد الذي بدأ يغزو اناملي يعني إقترابه , قريباً سيكون حاضراً و ساحكي , سأقص قصه عجز الجميع عن سماعها ..
سأخبره حكايا لا تدونها الكلمات , سأريه بصمات دفعتني للإبتسام في وقت ما , ثم سأبكي و سيستمع إلي .
سيعلم كم اصبحت بعيده عن كل شئ , عن البشر و الحياه و الأرواح الأخري , ثبت خيوطي بسماء , أرض , بحار و عواصف , لم اعد انتمي لا إلي الموتي أو إلي الأحياء , لم أعد منهم , انا في طريقي للإكتمال كطيف .
ثم سأطلب منه السماح لي بالذهاب معه هذه المره , أعرف أنه سيؤجل و سيخبرني أنني باقيه لسبب ما .
لكنه سيقطع وعداً , ووعد الشتاء لا يحمل الأكاذيب .
وُلدت قبل بداية الربيع , كان الشتاء قد بدأ بلملمة حاجياته استعداداً للرحيل , لكن ليلة ميلادي كانت عاصفه , و كأنه عاد مُرحباً , عاد ليخبرني أنني سأظل إبنه الشتاء حتي يأتي اليقين .
انا هنا .. للأبد .
سأنتظر شتاء آت و أحتفظ بشذاه حين يرحل حتي يعود .
وُلدت بالشتاء , و حين أموت سأموت بالشتاء .
و بين ميلاد و ممات .. سأظل أنتظر هطول المطر .

حافه العالم




كم من حكاية تحكي لا يراها الضوء , و كم من روح خُلقت فقط لترحل ..
يُقال أن الموت حتمي لكن القائل لَم يحدد أي موت هو الحتمي , هناك موت يحمل خطيئه الميلاد , آخر يحمل عنوان الخلود ...

فوق الحافه ستري العالم و ستشعر بالبرد الساري بعروقه , الأنوار الساطعه بالأسفل تحكي عناوين كثيره , أكثرها تعلمه و القليل سيعلمه اياك المستقبل ..
لكن فوق الحافه فقط ستستمع إلي اللحن .. ربما ستبكي , بل من المؤكد ستبكي , لكن الإبتسامة لن تفارق ثغرك .
أتحدث السماء ؟ , أم تحدث روحك الهائمه .. أسرار هي ما تحكيها أم مجرد قصه ؟ .. لا يهم , فقط دع التراتيل القادمه من البعيد تحمل ذكراك و ترحل .
.
انشودتك تبدأ حين ينهمر المطر , و حين يتوقف لن يبقي سوي طيف لشذي إعتلي هذه الحافه يوماً ثم ذهب .
ذهب لكنه بقي بكل حجر قديم حمل ذكري , بكل نسيم سابح فوق قدح القهوه بالمساء , بزغب الفانيليا , و بعطر الفجر , بكل بصمه تُركت بكيان ما ..
يُقال أن الموت حتمي , و الميلاد سنه الحياه ..
و بينهما تحيا أرواح لا تملك من الدفء مأوي أو من البرد إنتماء ..
أرواح خُلقت لترحل , لكن ريحها باقيه بقاء الزمن ..
لا احزان خلف خط الشفق , فقط سكون و ظل هو ما يحمله التل ..