BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Wednesday 6 August 2014

نــوستالجيــا




لأن لك عين تري البسمة الواهنه علي ثغر عجوز جلس يراقب صخب الأطفال حوال بائع الحلوي القطنية الهشه , تلك الحلوي التي يزعجك مذاقها لكن صافره البائع تثير فيك ذكري ماضي ضحكت به حقاً ..

أحد الأطفال يقف خائف من التقدم فتري العجوز وقد نهض , انتقي احد الأكياس و سلمها للصغير , حمل الطفل كنزه لكنه كان خائف و جري , رغم هذا ابتسم الرجل كما ابتسمت انت , و عاد ليجلس بين الأشجار مراقب ..

لأن لك انف تذوب داخلها رائحه دخان المقهي , شذا البخور المعروض للبيع فوق الأرصفه , نسيم البحر البارد و عطر مبانٍ قديمة هجرها سكانها أو آتي اجلهم , بقت الأبنيه مظلمه لكن الزمن توجها بوهجه ..


شئ ما برائحه القِدم يحيي بك السعاده , تألفها و تألفك , الأزمنه الغابره رأت تجوال روحك لذا بِك رحبت و لها انحنيت , رائحه الجدران و الأخشاب , و رائحه الأشجار الساهره , هذه وصمتك ..

لأن لك اذن تقرقع بها احجار الطاوله , تمنيت أن تتعلمها لكن الفرصه لم تسنح , إنهمك الخلق باللعب , بعضهم يضحك و الآخر يصيح غاضباً , كل منهم يحمل قصه و حياة , كل منهم هارب و لاجئ , أجراس الترام تطن جوارك فتلتفت , يمر كما لو كان حلم , يزور كل مكان و يتوقف بكل مكان لكنه مجرد من الوطن , يظل هذا الكائن الحديدي مسافر كما هو أنت .. لذا لن تتوقف يوماً عن عشقه ...

تتوقف امام أحد محال التحف , المنحوتات الفرعونيه القديمة , عظيمة هي , انيقة و خفية , تحمل ثمنها لكنك تخشي شراء احدها , لا يمكنك رؤيه أحدهم بمنزلك منفصل عن بقيه محتويات نافذه العرض , هذا المنفذ الزجاجي مكانه بين امثاله , لذلك تلقي التحيه و تذهب قاطع له وعد بالعوده , و يوم ما ستعود ..

أمام البحر تقف , تحمل صفحاته سواد السماء لوناً لكن ليس روحاً , تطعن الأمواج الصخور القريبه فتتناثر القطرات المالحه فوق جبينك , إن اغمضت عينيك ستغمرك الراحه لكنك تبقيها مفتوحه خائف مما بداخلك , سيريك البحر ما يدور بنفسك , سيريك الوحدة و الألم , سيريك دموع بكيتها بأحد الأيام حين إطمأننت أن لا احد يري , سيروي لك الحكاية كاملة , لكنه سيريك الحرية , سيحمل لك أمواج جابت شواطئ أخري و رأت أناس آخرين ..

سيدفعك لرؤيه انوار السُفن البعيده و قوارب الصيد الصغيره المتناثره , و سيبتسم قاطع لك وَعد أنك إن أبحرت يوماً ما سيحملك إلي حيث ترغب روحك بالرسو , سيظل حامل أسرارك و يظل لك ضوء , امام البحر ستبقي لأن لا مكان آخر يحمل حب البقاء و أمل الرحيل سواه ..

بعد أن تمضي الساعات ستمضي أنت ايضاً , لم يعد هناك صخب , فقط بقايا ضوء عكسته واجهات محال مغلقه , البشر راحلين إلي مأواهم , منهم حامل الحزن و الفرح , الراحه و الخطيئه , كلهم ذاهب فقد إنقضي الليل ..

رائحه القهوه و الدخان أصبحت أثير إنطفأ داخل نوافذ المباني المهجوره , بقايا الستار الممزق يتحرك عبر هذه النوافذ كالأشباح , لكنها تلقي لك سلاماً لا رعباً , تبتسم لك فتمنحها بسمة صغيره و تمضي , العجوز المراقب ذهب أيضاً , أغداً سيعود أم هذه ليلته الأخيره ؟ , لا تعلم و لا يعلم سواك ..


تشويش الإذاعه و صبي المقهي يحمل الكراسي إلي الداخل , هناك دائماً ساهر أخير , كوب شاي أخير و دندنه بفم ناعس , لن يطرده أحد فلا مكان له سوي الشارع , سيظل هنا بضع ساعات أخري ..

البرد جعل كل شئ ساكن , و الصمت حمل ذبذبات السكون إلي عقارب الساعات فتباطأت كي تمنحك قليلاُ من الوقت منفرداً حيث لا أحد يري ولا أحد يحكم أو ينتظر ..

الظلام و السكينة , البداية و النهاية , و الطريق الماضي عبر الزمن , احاديث لا يألفها سواك , لذا تظل أن طيف الأكوان و حاميها , و تظل أنت الروح الجوالة عبر حاجز الواقع ..


فتظل للأبد حـُر ..

0 comments: