BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Saturday 2 August 2014

طيــف حُلــم آخر


لم تكن النجوم هو ما تحمله السماء هذه الليلة بل قمر وحيد لا مرافق له سوي البرد , أبرقت السحب لكن المطر ظل بعيد عن السقوط , بقي مُعلق بالأعلي يأبي الهبوط إلي الأرض ..


إنبعثت موسيقي يحملها عازفي الشوارع أو تُبعث من المقاهي الدافءه علي جانبي الطريق , مازال الحجر القديم أسفل قدميهما مبلل إثر مطر سابق , المباني الشاهقه اطلت عليهما صامته و التماثيل الإغريقيه القديمة راقبت كما هي عادتها دوماً ..


كان يومها الاول بالمدينة كما هو يومه , لن يمكثا كثيرا , هي محض زياره خاطفه إلي مكان يحمل ذكريات مستقبل لم يأتي بعد و أمل زمن غابر , راقبت الأضواء الخافته في هدوء و سار جوارها يراقب الجهه الأخري , تقاربا لكن كتفيهما لم يتلامسا طوال فتره سيرهما , ظل طيف الرفقه حذراً ..


كانا يحملان ذات الأفكار و ذات النظره إلي ما هو ابعد من مدي البصر , رأي العابرين جوارهما تماثيل و شاهدا هما الاسطورة , نظر المُشاه إلي الأرض و راقب كليهما السماء , عكست الحجاره اطياف الأضواء حولهما فسمعها الضحكات و الصيحات , الحزن و الألم , السعاده و الإنتحار , ملايين الأصوات لعشرات من سكان المدينه , بعضهم حي و الأخر ميت أو يسعي للموت ..


شاهدا قصه بكل مكان و خلف كل زاوية , رغبات و كلمات أرواح اخري سجلتها ذاكرتهما لكنهما ظلا بمنأي عنها , الليله هما رفيقين فقط , تحدثا بروح لا لسان , لساعات ساد صمت الجسد و صخب الروح بينهما , فاليوم هو مَن إقترنت به فصار شيطان نفسها , و من إقترن بها فصارت قابضة روحه ..


ثم قررت هي الإنعطاف إلي حيث شعرت أن لا احد سار قبلهما , إلي ساحه حملت إطلاله البحر , ظلال الأبنيه , و ضوء القمر فقط , لا محال ولا ماره , لا احد سوي الصمت النائم جوار الجدار , تبعها لا تعلم أفهم ما رأت أم تبعها فضولاً فقط ..


رفعت عينيها نحو السماء , شمت رائحه المطر قبل أن يسقط فابتسمت , إلتفتت لتحدثه فرأت يده الممتده بصمت , لم كن الفضول هو ما حركه اذن بل هو الرؤيه  ..

دون تفكير تركت اصابعها البارده براحته و اقتربت , رقصا بصمت , حركهما النسيم و الموسيقي الآتيه من بعيد , ثم هطل المطر يتوج الجنون بألحانه الخاصه ..


خارج حدود الزمن و العقل يصبح كل شئ ممكن , القِدم صنع الجنون و الهدوء وُلد الصخب , من اللاشئ يأتي كل شئ فأجنحه الروح تنبت بعيداً عن التوقع , بعيداً عن القيود ,  رائحه البحر البعيد و القطرات المنهمره راقصت الحان القمر و الموسيقي كما راقصت الروح ظلها بالأسفل ..


ثم توقف المطر و توقفا فتفارقت الأيدي , لم يحتاج إلي الحديث و لم تكن هي تنتظر حديث , لم ترغب في الفهم و لم يحاول هو الإستفسار , ابتسما لطيف الحرية المرافق لهما , اومأ لها فحركت رأسها ايجاباً , ثم تابعا المسير في انتظار بزوغ فجر جديد و طيف حُلم اخر ..

0 comments: