BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

Sunday 22 June 2014

قاضي اليأس





" تيك .. توك "

ترنح القرص الفضي يميناً و يساراً في تناغم , امامه جلست صامتة , ما شعرت به اثناء مراقبته لم يكن الخوف رغم أنه امتلك حضور قوي لا تفسير له سوي أن هذا الشئ امامي حي ..
من خلفه امتدت مساحه لا نهائيه من الفراغ المظلم , عجزت عن رؤيه حدود المكان حولي , وكأن الوجود بكامله انحصر في ذاتي و البندول ..

" تيك .. توك "

تأرجح بين نقطتين لا يراهما سواه , هو كان يعلم إلي اين يتجه رغم أنه لم يكن متصل بأي شئ علي الإطلاق , انساب في ثقه ذهاب و مجئ امام عيناي , ازداد الجو بروده مع كل دقه , اكان العد التنازلي للتجمد ؟ , ليست لدي فكره ..

" تيك .. توك "

مضي الوقت لا يقطعه سوي نبض البندول و تلاطم امواج بمكان ما خارج حدود نظري , ما عدت راغبه في البقاء , اردت أن اذهب لكنني بقيت اسيره الكيان الماثل امامي , احساس قوي تملكني بأن هذا الشئ يملك روح , ليس اصم , كان يراقبني , ينتظر هربي او استسلامي للنوم .. اي حلم هذا ؟ .

" تيك .. توك "

تحرك البندول من جديد و معه بدأ البرد يزداد , تكتلت انفاسي في سحب بيضاء امام وجهي ثم تلاشت , تساءلت لِم ينتظر البندول خضوعي , كان اقوي مني فلِم لم يهاجم ؟ , الساحه ساحته و العالم بقوانينه هو لا انا , انا محض ضيف .. اينتظر اعترافي بالخوف ؟ , الضعف ؟ , اينتظر بكاء و الم الصقيع ؟ .

" تيك .. توك "

هناك مَن يراقب , لست وحدي , لا اراهم لكنهم يرونني , هم ينتظرون حكم القاضي فيٌ .. الحضور ينتظر انتهاء المرافعه , القاضِ ايضاً ينتظر .. ينتظر إستسلاماً ..

لذا ابتسمت , نهضت تاركه الضباب اسفل قدماي يتماوج , تنفست بهدوء و عقدت يداي امام صدري لأبدأ بالغناء , لم اكن اعرف من اين ابدأ , بأي لغه اغني , او إلي اين تقودني المقطوعه , لكنني لم اتوقف , غنيت , عزفت بأوتار صوتي كلمات وضعت بها التحدي ..

حينها تهاوي البندول .. تفتت صانع لهب بارد انطفأ ما أن لامس ضباب الأرض ..

مازال الكون معتماً لكنني هذه المره مضيت إلي الامام , خطوت فوق بقايا قاض إنتظر فوز لم يأت عالمه أنني مهما طال الطريق .. سأصل بالنهاية ..


إنتهت المرافعــة ... واحد ذهب و بقي ست ..

0 comments: