" إلي أين تذهب الأشياء
الضائعه ؟ "
تساءلت ضامه معطفها حولها ..
فأجاب
" إلي الجهه الأخري من النهر "
تنهدت و احنت رأسها
متابعه الطريق , علي ضفه النهر توقفت ترمق الافق , لا ببسمة أو وجوم , بعقلها ظل
لحن لا تعرف متي وُلد لكنه تردد هناك , يرافقها جاعل محيطها اقل فراغاً ..
اغمضت عينيها للحظات تدندن النغمات , تمنت هطول المطر لكن رغم الضباب و السحب , القطرات لم تأتِ ..
" ستذهبين ؟ "
انساب صوته من خلفها , لم تكن نبره تساؤل , كان يعلم انها ستذهب لكن شئ ما غير مكتمل ظل عالق بالمنتصف , لِم ؟ , متي ؟ , كيف ؟ , سؤال ما دون اجابه ..
لم تستدر لكنها ابتسمت رغم عنها , النبره الغريبه تلك , لوقت طويل ادارتها بعقلها راغبه في معرفه اصلها , بدت مألوفه لكن ليس كألفه انسان بل اقرب إلي ضربه فوق مفتاح بيانو بقاعه فارغه , نغم انفلت و تردد حتي ألفته الدنيا لكنه ظل خارج حدودها ..
" ستذهبين ؟ "
رددها من جديد ,
" ما تبحثين عنه ليس بالجهه الاخري ."
" انا لا ابحث .. "
قالتها بهدوء , رفعت يدها إلي الهواء امام عينيها التي اغمضت احديهما , رأت العالم من بين اصابعها , ثم اعادت احكام ذراعيها حول جسدها و اتخذت اولي خطواتها فوق الماء ..
" ما ترغبين به ليس بمملكه الاشياء الضائعه .. "
" سأجده " .. قالتها نظرتها دون أن تلتفت هذه المره ايضاً , رآي الإجابه بعقلها فقال بنبره معاتبه :
" ليس بوسعي مرافقتك إلي هناك , الماء حدي لا اعبره .. "
هذه المره ضحكت , نظرت اسفل قدميها و تنفست ثم تحركت , الوميض الأزرق الشفاف غلفها , غلف سطح الماء المتماوج , رأته و لم تره , شعرت به لكنه لم يصبغ الموجودات حولها , مازال الوجود يحتفظ بكينونته الضبابيه ..
" لم أكن لأطلب منك ما ليس من حقي .. "
قالتها ثم لوهله ساد الصمت بينما اكملت طريقها , لاح الشاطئ بالجهه الاخري , فارغ بارد لكنه عامر بشئ ما لا يراه سواها , حتي هو .. لا يراه ..
" ستمطر قريباً .. "
غمغمت و هي ترفع عينيها للسماء من جديد , ثم التفتت للمره الاولي نحوه , رأت حدود جسده بين الضباب , الوهج الذهبي خلف عيناه كان واضحاً حتي و نهر كامل بينهما , احنت رأسها احتراماً فهمس :
" لدي سؤال اخير .. "
لم تشح بنظرها عنه , و لم يتفوه هو بالسؤال لكنها قرأته يدور بعقله , عم تبحثين ؟ , عن ماذا تبحثين بمملكه الاشياء الضائعه ؟ , لِم عبور النهر إلي حيث المجهول .. عم تبحثين انتي ؟ .
اودعته نظره تقدير اخيره ثم استدارت , ما أن لمست قدمها شاطئ الجانب الآخر حتي داعبتها رائحه المطر , تسابقت القطرات ساقطه من السماء لتغرق بالنهر الجاري , مازال هناك , تعلم هذا رغم أن رؤياه اصبحت مشوشه خلف ستار الأمطار ..
عم تبحثين ؟ , مازال سؤاله يتردد .. اجابت عالمه انه يسمعها
" عن الإنتماء "
أغلقت عينيها و ابتعدت إلي حيث المجهول , افلتت معطفها سامحه للبرد بمرافقه روحها , هي هنا , عبرت , إلي مملكه الاشياء الضائعه , حيث كل مفقود يبدأ .. و ينتهي .
" ستذهبين ؟ "
انساب صوته من خلفها , لم تكن نبره تساؤل , كان يعلم انها ستذهب لكن شئ ما غير مكتمل ظل عالق بالمنتصف , لِم ؟ , متي ؟ , كيف ؟ , سؤال ما دون اجابه ..
لم تستدر لكنها ابتسمت رغم عنها , النبره الغريبه تلك , لوقت طويل ادارتها بعقلها راغبه في معرفه اصلها , بدت مألوفه لكن ليس كألفه انسان بل اقرب إلي ضربه فوق مفتاح بيانو بقاعه فارغه , نغم انفلت و تردد حتي ألفته الدنيا لكنه ظل خارج حدودها ..
" ستذهبين ؟ "
رددها من جديد ,
" ما تبحثين عنه ليس بالجهه الاخري ."
" انا لا ابحث .. "
قالتها بهدوء , رفعت يدها إلي الهواء امام عينيها التي اغمضت احديهما , رأت العالم من بين اصابعها , ثم اعادت احكام ذراعيها حول جسدها و اتخذت اولي خطواتها فوق الماء ..
" ما ترغبين به ليس بمملكه الاشياء الضائعه .. "
" سأجده " .. قالتها نظرتها دون أن تلتفت هذه المره ايضاً , رآي الإجابه بعقلها فقال بنبره معاتبه :
" ليس بوسعي مرافقتك إلي هناك , الماء حدي لا اعبره .. "
هذه المره ضحكت , نظرت اسفل قدميها و تنفست ثم تحركت , الوميض الأزرق الشفاف غلفها , غلف سطح الماء المتماوج , رأته و لم تره , شعرت به لكنه لم يصبغ الموجودات حولها , مازال الوجود يحتفظ بكينونته الضبابيه ..
" لم أكن لأطلب منك ما ليس من حقي .. "
قالتها ثم لوهله ساد الصمت بينما اكملت طريقها , لاح الشاطئ بالجهه الاخري , فارغ بارد لكنه عامر بشئ ما لا يراه سواها , حتي هو .. لا يراه ..
" ستمطر قريباً .. "
غمغمت و هي ترفع عينيها للسماء من جديد , ثم التفتت للمره الاولي نحوه , رأت حدود جسده بين الضباب , الوهج الذهبي خلف عيناه كان واضحاً حتي و نهر كامل بينهما , احنت رأسها احتراماً فهمس :
" لدي سؤال اخير .. "
لم تشح بنظرها عنه , و لم يتفوه هو بالسؤال لكنها قرأته يدور بعقله , عم تبحثين ؟ , عن ماذا تبحثين بمملكه الاشياء الضائعه ؟ , لِم عبور النهر إلي حيث المجهول .. عم تبحثين انتي ؟ .
اودعته نظره تقدير اخيره ثم استدارت , ما أن لمست قدمها شاطئ الجانب الآخر حتي داعبتها رائحه المطر , تسابقت القطرات ساقطه من السماء لتغرق بالنهر الجاري , مازال هناك , تعلم هذا رغم أن رؤياه اصبحت مشوشه خلف ستار الأمطار ..
عم تبحثين ؟ , مازال سؤاله يتردد .. اجابت عالمه انه يسمعها
" عن الإنتماء "
أغلقت عينيها و ابتعدت إلي حيث المجهول , افلتت معطفها سامحه للبرد بمرافقه روحها , هي هنا , عبرت , إلي مملكه الاشياء الضائعه , حيث كل مفقود يبدأ .. و ينتهي .
0 comments:
Post a Comment